الزواج VS الحب :
|
الفتور فى العلاقات الزوجية |
فى البداية دعونا نوضح ان السبب فى أبدية الزواج تعود الى قوانين المجتمع ليضمن إستمرار العلاقة بعد إنطفاء
شعلة الحب الرومانسي , وليس السبب فى أبديته أنه قائم على إستمرار الحب و أبديته
, لأن الحب فى ذاته محدود بوقت وله بداية ونهاية , وغالبا ما يكون عمره قصير وأحيانا
قصير جدا.
الحب هو تلبية لهذه الرغبة التى تنتابنا حين نشتهى أحد ما , ولكن ليست الشهوة
فقط , فأحيانا نشتهى شخص ما بشدة ولكنها تكون شهوة سريعة وتنطفئ سريعا , فهل هذا حب؟
نعم هذا أول درجات الحب , ولكن ليشتد هذا الحب لابد من وجود صداقة وتقارب ذهنى وبعض
المكملات , ولكن تبقى رغبتنا فى إقامة علاقة جنسية مع هذا الشخص هى قوام هذا الحب
, وهى دعامته حين يطول عمره بعض الشئ.
لكن الشهوة مهما طالت تموت , والرغبة فى أقامة علاقة جنسية مع شخص ما , تنطفئ
بعد فترة قصيرة , لذا نقوم بتجديد هذه الرغبة بادخال التغيير وكسر الروتين , نجددها
بتجديد الأسلوب والمكان وأحيانا ببعض من الحرمان.
نعم للحرمان أحيانا دور لإشعال هذه الشعلة الجنسية التى تنطفئ , فقوام الرغبة
والحب يأتى من إقتناعك بعدم ملكيتك للطرف الآخر , وتظل تحوم بخيالك كيف تكون هذه اللحظة
وتتمنى قربه – وأقصد هنا حرمان قصير وليس طويل الأمد كى لا نمل – فحين نشعر أن الطرف
الآخر مملوك يصبح مملول , فحين نطمئن إلى أنه مضمون ولن يذهب أبدا , دائما ما نبحث
عن شخص غيره لاشعال الخيال والتمنى داخل صدورنا , ونبحث عن آخر بأنفسنا ليلبى هذا الشعور
داخلنا أدركنا هذا أو لم ندركه.
هكذا أحيانا نحتاج لفترة بُعد تخبرنا أن هذا الحبيب غير مملوك ويمكن أن يختفى
فى أى لحظة , وهذا الشعور قادرا على أن يشعل رغبتنا الجنسية فتزيد الرغبة من دقات القلب
وتعطى شعور من الحنين والحب الذى يعود من رقاده , وهنا يشتعل خيالنا أيضا كى يذكرنا
بطعم القبلة من هذا الحبيب , يذكرنا بأنفاسه حين يملأنا الشغف إليه فنهيم فى تفاصيله
, يذكرنا بعينيه الممتلئة رغبة وطمعا فى لحظة يتلامس فيها الجسدان دون فواصل أو حدود
, يتلامس الجسدان كأنهما يذوبان ويبتلعان بعضهم بعضا , كأنهما يعودان ألى التكامل بعد
طول النقصان القديم ليتحدا من جديد فى ذات واحدة.
لذا نفهم الأن أن الحب يأتى من الرغبة الجنسية المكبوتة داخلنا أحيانا , وأيضا
يأتى أحيانا آخرى من قدرة الطرف الآخر على أشباعنا جنسيا بشكل عالى جدا – أقصد هنا
مهارة خاصة تمتلك بالتدريب والتعلم لفنون الأغراء وفنوان إقامة علاقة جنسية صحيحة
– وهذا يطيل عمر الحب أحيانا أيضا , ويترك لدينا شعور بسيط يورثنا الرغبة فى الثبات
, فالإنسان يبحث عن الثبات دوما رغم أن الحياة متغيرة , ربما يبحث الإنسان عن الثوابت
ليستريح قليلا من تقلبات وتغيرات الحياة التى لا تنتهى أبدا تقلباتها , فالحياة مبنية
على الحركة وتكره الثبات فى أى شكل من أشكاله.
وهنا ربما نجد الإنسان يبحث عن علاقة ثابتة يطمئن إليها ويختبر صاحبها , فيصل إلى نسبة جيدة من التوافق , هنا يرغب الإنسان فى تثبيت الأوضاع والتمسك الشديد بذلك
الحبيب الثابت , ولكنه هنا يرتكب فعل مضاد للحب ولطبيعة الحياة , نعم سيهبه الثبات
زمان من الهدوء وقد يطول , لكن الثبات والهدوء وطول الوقت , كل ذلك مضاد تمام للحب
المشتعل المتوهج , وعليه هنا أن يستبدل الحب الرومانسى بحب العِشرة والإكتفاء به , ولكنه
هنا لن يكون ممتلئ بحبيبه , بل ستجده يقاوم نفسه بألم حين تنجذب النفس إلى شخص أخر
, وهكذا دعونا نفكر ونتناقش ,, انتظروا لقاءات أُخري قادمة ..
للتواصل مع الكاتب .. من هنا