Friday, February 12, 2016

الحب و فعل الحب


الحب وفعل الحب :
         
الحب أجمل ما عرف الأنسان منذ أن وجد على هذا الكوكب , بل الحب هو أجمل ما عرفته كل كائنات الأرض , الحب بأنواعه وأشكاله وأفعاله , فما أمتع أن نشاهد علاقة حب بين الحمام
!  كم تحمل من غزل ومداعبة وفن , ما أجمل الحب فى أى مكان فى الأرض , وبين أى كائن من الكائنات , لكن من أين جاء الحب ؟! _  أقصد الحب الرومانسى الناعم خصوصا _ لسنا نحتاج الى التأمل فى الأمر طويلا , فقط علينا أن نفهم دون تشويش المعتقدات القديمة , فقط علينا أن نفتح للحب ولمعناه قلوبنا وعقولنا لنفهمه.

 قلنا فى بداية الكلام أن الحب يتبادله كل الكائنات , بل أن علاقة حب رومانسية بين الحمام لتبهر الأنسان !! دعنى أقول لك أن الحمام قادرا على الأستمتاع بعلاقة حب حميمة بشكل يفوق الأنسان الواعى أحيانا , أذن الأمر ليس له علاقة بوعى الأنسان الراقى.

ان هذه الكائنات لا تختار شريك حياتها بناء على تعقيدات فى المشاعر , بل ببساطة تختاره بناء على أنجذابها له , أنجذابها لقوته الجينية , كما تفعل الظباء فى موسم التزاوج , حين تتصارع الذكور لتثبت جدارتها أمام الأنثى , أو تختاره لجماله وزينته كما يفعل ذكر الطاووس حين يفرد ذيله الملون الجميل ليغرى أنثاه التى لا تمتلك هذا الذيل , نعم أنثى الطاووس لا تملك ذيل ملون جميل فقط الذكور , والهدف من هذا الذيل هو أغراء الأنثى للتزاوج ولفعل الحب ولتلبية نداء الغريزة بأختياركامل لشريك العلاقة وبمحاولة إثارت أنثاه , أوليس هذا هو الحب بأختصار ؟!


كم يبذل الذكر من مجهود لأغراء أنثاه كى تختاره , أليس هذا الأختيار نابع من رغبة ومحبة من الطرفين , أوليس هناك عنصر الأختيار مضاف ألى الحاجة الغريزية , اذا لدينا حب , لدينا حب نابع من تلبية الغريزة الجنسية بشكل مباشر , فقط مع أضافة عنصر الأنتقاء والأختيار , تصبح الغريزة حب , ويصبح لدينا علاقة حب , حب رومانسى هدفه الأول هو فعل الحب , وأقصد هنا مباشرة اقامة علاقة جنسية ممتعة. 
ولكننا دوما لا نرى الحب فقط  انما تصحبه مشاعر أخرى , مشاعر تجعل تعريف الحب يختلط فى أذهاننا , فدائما يأتى معه العشرة والصداقة ومشاعر أخرى , تأتى لتجعلنا نتوه فى تفسير الأمر أحيانا , لكننا أن تركنا الأمر لبساطته , وأن شعرنا بقوة هذه الغريزة داخلنا لعلمنا بوضوح أكبر. 

ان هذه الرعشة التى تنتابنا من أثر قبلة من الحبيب , هذا التغير الذى يحدث فى داخلنا عندما نرى من نحب ونشعر بوجوده , هذه الدقات التى تتعالى داخلنا حين نتحمس لهذا اللقاء , كل هذه الأشياء هى تلبية مباشرة لغريزة الجنس فينا , ولرغبتنا الهرمونية البحتة.


اذا أنا أحاول أن أقول هنا بوضوح تام , أن الجنس ليس مجرد فعل ثانوى فى حياة الأنسان , أن الجنس هو فعل الحب , بل هو الحب ذاته , أن الجنس هو هذا الجمال الذى يملأنا ويملأ الكائنات من حولنا , الجنس هو الحياة فى تدفقها فى حيويتها فى غنائها , الجنس هو نداء الطبيعة فينا , فلا يجوز أن ننكر طبيعتنا , وغير مقبول أن نتعالى عليها , ونصفها بالدنو , بل علينا أن نرتقى بها , ونفتخر بها ونقول صراحة : الجنس .. هو فن الحياة !



للتواصل مع الكاتب .. من هنا

No comments:

Post a Comment