Monday, February 22, 2016

المشاعية و الجنس


المشاعية و الجنس :

صورة توضيحية لممارسة جنسية متعددة  


مع بداية حياة الأنسان على هذه الأرض , كان كل شئ متاح وكل شئ مشاع بين البشر , حيث أن لأى أنسان جائع حق فى أن ياكل من ثمار الأشجار دون أستئذان , ولماذا يستأذن ؟! ومن الذى سييستأذنه ؟ فكل شئ على هذه الأرض ملك لكل الناس .

 كانت العلاقات بين الرجال والنساء كذلك أيضا , وقد سميت هذه العلاقات بـ "المشاعية الجنسية" , أى أن كل النساء زوجات لكل الرجال , وكل الرجال أزواج لكل النساء , وقد كانت فترة طويلة من عمر البشرية , وكانت شئ طبيعى ! بل ربما ان أخبرتهم عن حالنا الأن لبكوا شفقة علينا , وقالوا لك  : " أتستقيم الحياة دون أن تتمتع بكل ما يأتيك من العلاقات الجنسية , وتشبع ما فى نفسك من رغبة , ذكر كنت أو أنثى  !! " .

ولم يكن لدى أجدادنا ما لدينا من امكانيات لمنع الحمل وتنظيم عدد الأطفال , ورغم ذلك لم يمنعهم هذا من الاستمتاع بتدفق الحياة , وقد كانت الأطفال أطفال القبيلة كلها , والأم هي المسؤل الأول عنهم , حيث ينسب الأطفال ألى أمهاتهم , لأن الأب ليس له فى هذا الطفل الا  لحظة متعة مرت دون أن يتذكر , فلماذا نصر نحن على نسبه للأب ؟ لا أدرى .


وهكذا قد كانت كل احتياجات الإنسان الغريزية فى حالة مشاعية تامة , وتتساوى هنا كل الغرائز , فالانسان الأول لم يكن لديه ما ندعوه تهذب والحقيقة أنه ما هو ألا كذب ورياء , الأنسان الأول كان صريحا مع ذاته وصريحا مع بيئته , يشعر بحاجة لشئ فيفعله دون التفاف أو رياء أو كذب , وكان ذلك هو أول عصر من عصور البشريه , وقد سمى بعصر "المشاعية البدائية".

ما أجمل الحياة على المشاع !! .. وها نحن الأن حين تأتى الى الأسرة الواحدة ترى توزيع الثروة فيها يكن مشاعيا , بمعنى أن لكل أعضاء الأسرة الحق فى أخذ القدر الذى يحتاجونه من أموال الأسرة , يأكلون ممن طعام واحد لا يمنع أحدا عنه , يرتدون ثوب واحدا ان تقاربت المقاسات , هكذا كلما زاد الحب بين جماعة كلما ارتفعت المشاعية فيهم وكانت الحياة أصدق و أوضح و أمتع للجميع , لكن على رغم ذلك نادرا ما تجد مشاعية فى الجنس بين الجماعات وأن كانت كل الأحتياجات بينهم مشبعة بشكل مشاعي .


الجنس هو الخط الأحمر كما نعتقد , والسؤال لماذا الجنس حوله كل هذ المنع ؟ أو ليست الغريزة الجنسية غريزة انسانية طبيعية , بل ويتميز البشر فى الاكثار منها على عكس الكائنات الأخرى , وتترك فى نفوسنا متعة وسعادة لا تماثلها أى غريزة أخرى مهما كانت , اذا لماذا نحيطها بكل هذه الأسوار , وقد قلنا أنها كانت كما الطعام والشراب , يتبادلها الأنسان فى حالة مشاعية تامة ! , ولكن نادر ما نجد المشاعية فى العلاقات الجنسية حتى بين الأحباء أو المجموعات شديدة التقارب , فهل لأن الجنس شئ شرير ؟ هل لأن الاكثار من متعة كبيرة مثل المتعة الجنسية سعادة أكبر من أن تستقيم معها الحياة؟ أم أحيط الجنس بكل هذه القيود لأن الأنسان يخاف من نشوته الضاربة فى العظام والأعصاب والدم؟ دعونا نفكر ونتناقش , ولنا لقاء آخر . انتظرونا ...



         للتواصل مع الكاتب .. من هنا

No comments:

Post a Comment