Monday, February 15, 2016

الجنس موسيقى الحياة

 الجنس موسيقى الحياة


هل اختبر أحدكم شعور أروع من نشوة الحب؟ هذه النشوة التى تأتى بعد أنتهاء علاقة جنسية طويلة ورومانسية مع من تحب , هذا الشعور الذى يسير فى الجسد كموسيقى هادئة , وهذا الأنتعاش الذى يملأ الرأس بالسلام والصفاء , لحظة صمت لا تفكر رأسك فى أى من منغصات الحياة , فقط هذا الشعور بالاكتفاء , نعم أنه شعور لا يقارن بأى من متع الحياة , ولم أجد أى نشوة تفوق نشوة هذا الشعور.

السؤال هنا هل كل هذا الشعور بالجمال يستحق منا الأنكار؟ هل يستحق التعامل معه بخوف أو كتمان؟ هذا الحب الذى يسرى فى الجسد العارى بعد انهاء معزوفته مع الجمال , هل علينا أن نستحى منه  ! من رؤيته ؟َ! هل علينا أن نستحى من اطلاع أحد علينا فى هذه الحالة الموسيقية الجمالية الخاصة ! وهل هذا الجسد ذو قيمة فى ذاته؟

نعم هذا هو السؤال , هل هذا الجسد قيمة فى ذاته ؟ فعلينا أن نلفه ونخبئه كى لا يراه أحد , أم أن هذا الجسد قيمته فيما يفعله ؟ بمعنى أن هذا الجسد العارى ليس ذو شأن ان لم يكن فى حالة نشاط مع طرف آخر , وليس ذو قيمة الا لهذا الطرف الآخر , اذن فهو ليس قيمة بذاته , بل هو قيمة لمن يبادله نشاطه , فما عليك أن رأيته أو لم أراه , ولا يجرحنى أن ترانى عاريا أو لا ترانى , ولا يجرح المرأة أن تلتهمها عيون طامعة , ولا يجرح الرجل أيضا , فكل منا قادر هو فقط أن يختار الشخص الذى يتمتع بهذا الجسد , اذا ليس هناك ما نخشاه فى أجسادنا , بل وليس هناك ما نخشاه فى علاقاتنا الجنسية أيضا.

نعم حتى فى حالة فعل الحب بين طرفين , لا تكون أجسادهم عورة , بل هى لوحة جميلة تعبر عن حالة من الأستمتاع بالجمال , فهل علينا أن نستحى منهم ؟ وهل عليهم أن يستحوا منا ؟ هل من العيب أن يعرف عنا أننا كنا نستمتع ؟
  هل من العيب أن نستمتع فى مكان عام ؟ هل من العيب أن نلبى رغبتنا فى الجمال بمجرد أن نمتلئ بها ؟ أفكار كثيرة تدور فى أذهاننا , وأنا لم أقول أنى لدى كل الأجابات , فقط نتبادل التفكير يا أصدقاء.

نحن أبناء هذا الكوكب ونحمل مكوناته فى أجسامنا , لأننا جزء منه , وهذه الطبيعة جزء منا , نحب الأرض والرمال والبحار , وتحبنا أيضا , لن أستحى أن أقول لكم , أن من أمتع ما أختبرته من شعور , هو شعورى حين مارست الحب فوق الرمال فى العراء , حين أفترشنا الشاطئ وغطتنا السماء , كم كان لطعم الهواء البارد نشوة خاصة وهو يلامس أجسادنا العارية التى تلتهب طاقة وحيوية ! وكم كان للبراح من أضافة لمعزوفة الجمال التى بيننا , هذه المعزوفة التى كنا نتبادلها أنا وهى والطبيعة , فقد كان للطبيعة هنا دور هام كأحد أطراف العلاقة , نعم كان الظلام يطمس كثير من المعانى , لكن القمر لم يبخل علينا فظل يضئ المكان لنا وحدنا , يراقبنا ويستمتع , فلو كان القمر أنسيا تربى بيننا لكان أستحى ومضى , أو ربما كان قد حقد علينا فأنهى عزفنا وأقتحم معزوفتنا دون أن ندعوه للمشاركة, فقط بدعوى أنه أمر معاب.


ما هو العيب؟ وما العيب فى ذلك؟ من نحن ان لم نستشعر نبض الحياة داخلنا وحولنا ؟ من نحن ان حرمنا الجمال أو أستحينا منه ؟ من نحن ان لم نعى ما أهدتنا الطبيعة اياه , فقط علينا أن ندع الجمال يسير فى قلوبنا فى عروقنا , علينا أن نجعله جزء من حياتنا وتكويننا , وأنظروا الى الحياة حينها , فحينها فقط يمكنكم أن ترونها جنة , حنة لم تعرفونها من قبل !!


للتواصل مع الكاتب .. من هنا